معارضة أولياء الرحمن لأولياء الشيطان وإبطال أحوالهم
يقول: (وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع، وإنما المقصود هنا التنبيه على هذا الأصل، وعلماء النصارى يسلمون هذا، وعندهم من ذلك أخبار كثيرة من حكايات أولياء الشيطان الذين عارضهم أولياء الرحمن، وأبطلوا أحوالهم).أي: كما أبطل موسى عليه السلام ما عارضه به السحرة من الخوارق ، عندنا أمران نحن متفقون المسلمون وأهل الكتاب على هذا الشيء وهو: أن ما حدث لموسى عليه السلام كان خرقاً للعادة، فقد جاء السحرة بأمور خارقة للعادة، وقد رآها الناس، فتعجبوا كيف تتحول الحبال أو العصي إلى أن تكون ثعابين، فهذا شيء خارق للعادة كان يفعله السحرة، فلما فعلوا ذلك أمام موسى عليه السلام فعل موسى عليه السلام ما أمره الله تعالى به من إلقاء العصا؛ فإذا حية تسعى وتلقف ما يأفكون.إذاً فنحن وهم متفقون على أن خرق العادة وقع من الطرفين، لكن هذا حق وذاك شيطان باطل ملبس.ويكون هذا عند جميع الأمم، في التوراة كما ذكر النصارى أيضاً حكاية تيمون الساحر مع الحواريين، وأن تيمون الساحر جاء وعرض سحره، وأن الحواريين أبطلوا سحره.